Thursday, June 19, 2008

وداعا ً علوية

في مثل هذا اليوم من تاريخ 19 \ يونيو \ 2008
سافرت خادمتنا علوية ,,..
هي التي عاشت ثلاث سنوات من عمرها بل أكثر في منزلنا ,,..
عاصرت الكثير من الأحداث خلال تلك الأيام ,,..
حياة أبي و وفاته ,,.._ رحمه الله _.
تخرجي من المدرسة وانتقالي إلى الجامعة ,,..
زواج اثنتان من أخواتي ,,..
ولادة علياء ثم فاطمة ,,..
و كانت ماهرة في الطبخ ,,..
فإذا ما اضطرت أمي إلى الخروج يوما ما لقضاء أشغالها ,,..
كانت علوية تطبخ لنا ,,.. حتى أني" أحيانا " أعجز التفريق بين اليوم الذي تطبخ فيه أمي أو علوية
وكان هذا شيء يثير غيرة أمي فتقول _حفظها الله _ : " أنا اللي علمتها "
علوية كانت مؤنستي ,,.. لأن دراستي كثيرا ما تمنعني من التنزه مع عائلتي في عطلة نهاية الأسبوع
فأقبع أنا وعلوية في البيت ,,.. وأطلب منها أن تعد لي ما أحب من الطعام
وكانت تجيد طبخ أي شيء أطلبه منها ,,..
كنت أحاول أن احترمها ,,..و أن أعمالها كما كنت أحب أن أعَامَل
وأتمنى أن يجعل هذا الشيء صورتي طيبة في ذاكرتها ,,..
واليوم قبل أن تسافر ,,.. كنت أشعر بالحزن الشديد ,,.. حتى أن عيني ذرفت دموعها وأنا أصلي الظهر
تذكرت حينها مقولة : عاشر من تعاشر فلابد من الفراق ,,..
وتذكرت الموت وفراقي لأحبتي ,,.. وفراقي لهذه الدنيا الفانية ,,..
وما يثير حزني الآن أكثر ,,.. بأني قد انشغلت بالدراسة قبل خروجها من المنزل ,,.. وكنت قد قررت قبلها أن أطلب منها أن تسامحني إذا ما أخطات يوما في حقها قبل أن تسافر ,,.. ولكن صدمت عندما سرت لأبحث عنها بأنها قد ذهبت إلى المطار ,,..
ولم استطع توديعها ,,.. ولم تأت لتوديعي ,,..
لذا قررت أن أكتب عنها هنا حتى أتذكرها دائما ,,..
ولايسعني في هذا المقام إلا أن أدعو لها ,,.. بأن يوفقها الله لما يحبه ويرضاه ,,.. ويغنيها بفضله الكريم.

2 comments:

  1. منذ اللحظه الاولى في مدونتك .. راقتني كثيرا

    و خلال تجاولي اكثر و اكثر فيها .. راقتني اكثر و اكثر

    عزيزتي .. ظروفي تشابه ظروفك ..
    فبسبب قله خروجي مع اهلي .. اصبحت خادمتنا مؤنستي .. و كانت خير انيس
    و تكون بيننا نوع من الصداقه الجميله لانها من نفس عمري .. تفهمت و شعرت بما كتبتِ

    نص معبر..

    وفقها الله و اياكِ

    تقبليني زائره دائمه لك

    تحياتي اختي

    ReplyDelete
  2. heart rose

    عزيزتي ,,.. من الجميل أن أعرف أن هناك من يشاركني في شيء من ظروفي ,,..

    والخدم ليسوا إلا بشر مثلنا ,,.. لذا نحتاج لنعاملهم كما نحب أن نعامل .

    يسعدني أن أعرف أن هناك من يتبع الرسول_صلى الله عليه وسلم_ في معاملة الخدم في زمن كثرت فيه النظرة الدونية لهذه الفئة التي تشغل جزء ليس بالبسيط في هذا المجتمع.

    يسعدني جدا ويشرفني مرورك الدائم حبيبتي ,,..

    وأنت أيضا تقبليني أختا لك ,,.. ولي زيارة قريبة لمدونتك إن شاء الله

    أتركك في حفظ الله ورعايته

    ReplyDelete