في اليوم الذي يسبق الجراحة استيقظت وأنا أشعر بحرقة في حلقي خفت في بادىء الأمر لكن لم أعر الموضوع أي اهتمام خاصة بعد أن شعرت بتحسن بمجرد ملامسة قطرات الشاي الساخنة لحلقي.
أكملت يومي بشكل جدا طبيعي لكن المشكلة أني بعد أذان العصر أحسست بالنعاس فأحببت أن اتقيلل لبعض الوقت ونسيت قبل نومي أن اغطي وجهي ؛ لأني لا اتحمل ملامسة الهواء المباشرة لوجهي ، وهذا النسيان أدى إلى استيقاظي بعد فترة وجيزة وأنا اشعر باحتقان وحرقة في حلقي مرة أخرى.
تجاهلت هذا الأمر وكنت أقنع نفسي بأن الجراحة ليست إزالة للوز حتى أعر هذه الحرقة كل هذه الأهمية بالرغم من تحذير الطبيبة لي أن أحافظ على صحتي قبل العملية.
بعد أذان المغرب طلبت مني أختي مرافقتها للسوق بعد أن اعتذرت أمي عن مرافقتها ، ولم استطع رفض طلبها ، فذهبت معها إلى السوق ،ولكن نتيجة للخروجي من جو المنزل الدافىء إلى أجاوء السوق الباردة أخذت حالتي الصحية بالتدهور ، فبوادر الزكام أخذت تظهر علىي والحرقة أخذت تشتد أكثر وحينها فقط أحسست بصعوبة الموقف الذي أنا فيه، فإن لم تتحسن حالتي حتى غدا هذا ايعني أن تتأجل العملية .
طلبت من اختي حينها أن تتكرم علي بإرجاعي للمنزل وبينت لها الأسباب وفي أثناء طريق عودتنا طلبت من أمي عبر الهاتف أن تأمر إحدى الخادمتين تجهيز العشاء لي حيث ينتظرني صيام طويل وتجهيز الحليب الساخن و الشاي بالزنجبيل كذلك
و بعد رجوعي للمنزل تناولت عشائي ولا أنسى موقف أمي وأختي عندما أخذتا تلحا علي بالإكثار من الطعام حتى اتحمل ساعات الصيام الطويلة
ثم بعدها توجهت لغرفتي لأداء صلاة العشاء ، ولا أعرف لماذا كنت أشعر بأنه آخر يوم في حياتي ، وكم كان لهذا الإحساس من أثر على صلاتي ، حيث كانت فعلا صلاة مفارق لهذه الحياة بكيت فيها كثيرا ودعوت فيها لنفسي كثيرا ودعوت لأموات المسلمين الذين كنت أشعر أني سأكون منهم في اليوم التالي .
بعدها قمت بشرب شاي الزنجبيل ، وطلبت من الخادمة كذلك بتسخين كوب ماء لأعصر فيه بعض الليمون أخذا بنصيحة صديقتي التي أكدت لي أنها أسرع وسيلة للتخلص من احتقان الحلق ، وختمت كل تجارب الأدوية الشعبية بشرب حليب ساخن وأعلنت بعدها صيامي الذي بدأ عند الساعة 12 مساءا.
أمضيت الليل كله وأنا أكلم صديقاتي عبر برنامج المحادثة المسنجر ، حتى قبل أذان الفجر بساعة وحينها بدأت بتجهيز حقيبة لثيابي و بعض الأغراض المهمة ككتاب يسليني و شاحن لهاتفي وغيرها من الأشياء واستعددت لذهابي مباشرة بعد صلاة الفجر إلى المستشفى وبعد أن أذن الفجر صلينا أنا وأمي الفجر وانطلقنا مباشرة إلى المستشفى في رفقة السائق.
كان الطريق يكاد يخلو من السيارات ، حيث كان الصباح في أول تنفسه ، ولم يخرج الناس بعد إلى أعمالهم ، استمتعت بمناظر الشوراع في أول الصباح وهو منظر لأول مرة أعيشه ، وكنت اتأمل كل شيء في الطريق ، السيارات المركونة على الجانب ، العمارات ، النخيل والأشجار ظنا مني أنه آخر يوم في حياتي ! ( للعلم فقط أن العملية لم تكن بتلك الخطورة ) 0
أخذت أتذكر بعض الناس الذين كان لهم أثر في حياتي ، وأناس آخرين أحببتهم ، وأناس لا أدري إن كنت سألقاهم مرة أخرى أم لا ، وهكذا حتى وصلنا إلى المستشفى في الساعة السادسة أي قبل العملية بساعة بالضبط.
كان المستشفى يكاد يخلو من أي أحد سوى من حارس وعائلة تجلس على عدة كراسي توجد في مدخل المستشفى ، طلب مني الحارس ورقة الدخول فأعطيته ورقة غرفة الجراحة ، فطلب مني الانتظار حتى بدء دوام أحد إداريي قسم الطوراىء ليختم على الورقة ثم لأدخل إلى غرفتي.
جلسنا أنا وأمي في مدخل المستشفى قريبا من تلك العائلة ووضعت رأسي الذي بت استثقل حمله على كتف أمي وكان النعاس مسيطرا علي ولكني لم استطع أن أنام بسبب الأحاديث المسلية التي كانت تدور بين أفراد تلك العائلة
وبعد مرور 45 دقيقة على جلوسنا ذهبت إلى قسم الطوارىء وطلبت من أحد الإداريين أن يختم على ورقتي ، فختم عليها وأعطاني بعض الأوراق الإضافية ثم توجهنا أنا وأمي إلى الطابق الثاني عشر الجناح الغربي كما كان مكتوبا في الورقة.
انتهى هذا الجزء
ملاحظة : قد تستغربون عدم مكوثي في المستشفى قبل العملية ، ولكن هي سياسة جديدة تتبعها بعض المستشفيات الآن كما قيل لي للذين تكون حالاتهم مستقرة قبل الجراحة ، لتقليل خطر تعرض المريض للفيروسات والبكتيريا التي تنتشر في المستشفى ، ولتخفيف من حدة توتر المريض قبل العملية.
في الجزء القادم سأتحدث عن إجراءات ماقبل الجراحة ومابعدها وقد يكون الجزء الأخير ، لكني لست متأكدة ,,. دمتم في حفظ الله
ماشاء الله عليك جاك النعاس لو انا اجلس متوتره جداً :)
ReplyDeleteالحمدلله على السلامه
جاءني النعاس لأني كنت حينها سأكمل 24 ساعة دون أن تغفو عيني ، فلم يكن هذا الشيء بيدي
ReplyDeleteوالله يسلمك ^^
شكرا لمرورك الأول وأتمنى تكوني زائرة دائمة
السلام عليكم مدونتك رائعه بل فوق الرائعه
ReplyDeleteخرعيتيني (:
ReplyDeleteناطرين لا تطولين بليـز *_*
بحفظ الرحمن خيتي =)
nono
ReplyDeleteوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرورك الأروع عزيزتي
_______________
بوح الصمت
لم أطل كما طلبت وأنزلت الجزء الأخير
ورويدا على نفسك فأنا في أحسن حال والحمدلله
شكرا للاهتمام
حفظكِ الله