يوم لا ينفع مال ولا بنون

كم كانت صدمتي كبيرة عندما زفت لي أمي خبر وفاة صديقتها

صحيح أني لم أرها إلا مرة أو مرتان في حياتي ولكن لا زلت أتذكر ملامح وجها جيدا

لم استطع أن أتمالك نفسي وأخذت دموعي تنهمر سراعا

بكيت ولم يكن سبب بكائي سوى مدى ضعف الإنسان

هذا الكائن الذي كثيرا ما يدهشني اتقان صنعه وتعقيد آلياته

يبقى ضعيفا أمام قضاء خالقه وليس له إلا الخضوع له

فأين الطب وأين المال وأين البنون وأين الأصدقاء والأخلاء .. لاشيء

لا شيء ينفع إذا قضى الله أمرا سواء كان مرضا أو موتا

والناظر في حالنا يرى العجب العجاب

وكأن الصحة باقية ، والحياة دائمة

وكأننا مبشرون بالجنة ، بل حتى العشر المبشرون بالجنة مافعلوا الذي فعلناه

نتنازع في هذه الدنيا الفانية ، ولانقول لا للمزيد منها أبدا ..

انغمسنا فيها حتى تغلغلت إلى نخاع عظامنا

شهوات وذنوب ومعاصي لا حصر لها

تتنافس أمراض القلوب في قلوبنا حتى جعلتها قاسية كالحجارة

وتناسينا الآية التي تقول :”يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”

استغفر الله .. استغفر الله

.

هي كلمات تتردد في قلبي ولم يسعني سوى طباعتها

وهي لاتمثل إلا المقصرين أمثالي

.

يارب اغفر لأمواتنا وموتى المسملين

اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس

اللهم وارحمنا إذا صرنا إلى ماصاروا إليه

اللهم اهدني واهدي جميع المسلمين