(حنانيكم لا تحكموا على المقالة من أول سطورها المستفزة)
أيها الناس كفى صراخا واحتجاجات ، كفوا عما تفعلونه لنصرة القضية الفلسطينية . كفوا أيها الكتاب عن صياغة الجمل وحبكها التي تظنون أنها قد تغير من الحقيقة وتحرر القدس . كونوا واقعيين ، أليس هذا ديدنكم منذ سنوات ؟! هل غيرت كلماتكم شيئا في القضية الفلسطينية ؟! بل هي في كل يوم أسوأ عن سابقه . وأنتم أيها الشعراء والوعاظ والمشايخ ، وأصحاب الفن ، والشباب في عالم الإنترنت ، كفى تذكيرنا بفلسطين ، فنحن نعرف القضية ولا نحتاج إلى ماتفعلونه ، استريحوا فكل هذا لا فائدة منه سوى استهلاك ماتحمله خلاياكم من طاقات يمكن تفريغها فيما يفيد .
وأنتم كذلك أجهزة الإعلام سواء المرئية أو المقروءة وحتى المسموعة ، بالله عليكم هل من الضروري أن تتصدر أخبار فلسطين أخباركم ؟ هلا ريحنمونا ولو ليوم من تلك الصور الدامية المزعجة التي تتقطع قلوبنا لها وتشمئز عيوننا منها كلما رأينها ، حتى تركنا متابعة الأخبار على التلفاز وأسرعنا في قلب الصفحة الأولى التي دائما ماتزف لنا خبرا مزعجا عنهم من أول الصباح ! ألم تملوا من تكرار الأخبار ذاتها كل يوم وكأنه نشيد وطني يفرض علينا ، فقد حفظناها عن ظهر قلب ، فكل يوم هناك قتلى وجرحى ، وبيوت تهدم وأراض تنهب ومحرمات تنتهك ، و أن القادات وأصحاب الشأن لا يكون ردهم سوى الشجب والاستنكار ، وكأن أنسجة قلوبهم قد تحولت إلى طين وعجين ! والنخوة أصبحت كلمة ليس لها محل سوى المعاجم !
حفظنا هذا السيناريو ، وأنتم في كل مرة تتكرر مثل هذه الأحداث ، كتبتم الخبر على شريط أحمر على شاشاتكم ، وأسبقتموه بكلمة عاجل ! .
أيها الناس لاتفعلوا شيئا مادام باب الجهاد مقفل ، فما من حيلة تستطيعونها غير الدعاء والتبرع لهم هذا أقصى ما في أيديكم وصلى الله وبارك و نقطة ، أما غير هذا فمجرد تخريص وترهات .
هذا كان خلاصة ماسمعته من أناس (مع بعض المبالغة للأمانة) سواء في الأيام الأخيرة إثر تطاول اليهود على اسطول الحرية ، أو في غيرها من انتكاسات فلسطين .
فهنيئا لليهود أن من خصومهم من هو تفكيره كذلك ، فقد نجحت محاولاتهم في غسل عقولنا واشغالنا عن هذه القضية بسفاسف الأمور .
وعجبا لمن يحمل مثل هذا الفكر ! هل بمجرد أن أغلق باب الجهاد في وجوهنا ، تكون جميع السبل الأخرى لنصرة فلسطين قد أغلقت معها ؟! أين هم من حديث الرسول_صلى الله عليه وسلم_ الذي يقول : “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان” . رواه مسلم .
وإن كانت جهود من يسعون لنصرة القضية الفلسطينية والأمة في هذه الحال لا فائدة منها كما يدعون ، فقد جاءت قافلة الحرية التي حملت على أساطيلها مايقارب 700 شخص مسالم تدحض أقولهم وحججهم وتزهق شكوكهم . وفي ذلك لهم آية !
فمن كان يصدق أن أن ينجح هؤلاء الذين لم يحملوا معهم سلاحا وإنما سلاما وشيئا من الأغذية والأدوية ، في تذكير العالم المتناسي بأكمله بغزة التي لازالت واقعة تحت وطأة الحصار الغاشم منذ أربع سنوات ، وكفى به نجاحا باهرا وإن لم ينجحوا في إيصال المؤن . حيث انتفض الصغير والكبير ، والمسلم وغيره ، واستيقظت الشعوب والقادة من سباتهم ، منددين ومطالبين بفك الحصار . فلو امتثل معشر أسطول الحرية لمثل من يرى أنه لاسبيل في نصرة القضية الفلسطينية ونحن على هذا الحال من الوهن ، لما خرجوا بمحاولة جريئة منهم في كسر الحصار لإيصال المؤن لأهل غزة ومساعدة المنكوبين والمكروبين منهم ، ولانتظروا فتح الحدود للجهاد فيها !
اقتباس من مدونة هيا الشطي الكويتية إحدى من كانوا على اسطول الحرية :
الأهم في حال دخلنا أم أعتقلنا عمل مسيرات حاشدة في الدول .. حتى يعي الصهاينة حجم مناصرة شعوبنا لهذه القضية و حتى يضطرالإعلام المحلي لتغطية الحدث
وأخذت أتفكر بعد وقوعي في نقاشات مع من يرى أن كل الجهود لنصرة القضية الفلسطينية مجرد هباءً منثورا إلا إن كان جهادا أو دعاءً أو تبرعات فقط ، وأقول في نفسي لو كان الرسول _صلى الله عليه وسلم_ معنا ونزل أمر من الله أن لايخرج للجهاد ، فهل كان سيقعد مكتوف الأيدي ، لا وألف لا قالها عقلي ، أليس هو القائل: ”استعن بالله ولاتعجز” . رواه مسلم .
وما صلح الحديبية عنا ببعيد ، حيث كانت إحدى بنوده وضع الحرب بين المسلمين وكفار قريش عشر سنين بالإضافة لبعض البنود الأخرى التي تصب ظاهرها في مصلحة كفار قريش ، مما أثار حنق الصحابة _رضوان الله عليهم_ في البداية . و لم ينتظر الرسول _صلى الله عليه وسلم_ انتهاء المدة حتى يقوم بشيء ، بل استغل فترة الهدنة تلك في نشر الإسلام أكثر وإرسال السرايا .
فلا لن اسمع لكلام هؤلاء المثبطين ، ولن أكون واقعية كما طلبوا مني ، صحيح أن الواقع مثبط ، ولكن سأظل متفائلة ، فلا بد للفجر أن ينبلج ولو بعد حين . ألم يكن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ في بداية دعوته مكذَّبا ، وموضع لسخرية قومه منه ، ثم علا شأن دعوته حتى وصلت أقاصي البلاد . ففلسطين ستعود إلينا حتما لا محالة ، ولن اتخلى عن نصرة فلسطين ولو بكلمة ، فإن تخاذلنا نحن عن نصرتها وإن كانت مجرد كلمات ، فماذا عسى الأجيال القادمة من بعدنا فاعلة ؟! وكيف سنهيء جيلا يحمل هم تحرير فلسطين وإعادة ثالث الحرمين الشريفين إلى قبضة المسملين ؟!
فاللهم أعنا على نصرتها بكل السبل .
وقد قررت أن أخصص تدوينة كل شهر عن فلسطين _إن شاء الله_ وإن كانت بسيطة . وهذه التدوينة سأعتبرها بداية السلسلة التي سأطلق عليها اسم (نصرة لفلسطين).
سدد الله خظاك يا اختي
ReplyDeleteحقا اشاركك شعورك.. فقد كاد ان يصيبي اليأس من تقاعس الناس و نظرتهم لي كأنني فتاة طائشة متهورة لأنني احمل هم فلسطين.. و لكنني مثلك اومن بأن النصر آت ولن اصمت ولن اتقاعس..
بارك الله فيك
وشكرا على تدوينتك فقد اعادت لي بعض الامل..
استمرّي...إنني ألمح في قلب الدياجي خيط فجر ! و أرى في لونه الوردي من نزف الصبا غايات نصر ،، استمري..
ReplyDeleteالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ReplyDeleteجزيتِ خيرا أختي على موقفك
وأسأل الله أن ينفع بكِ
....
لدي إقتراح
بأن تكون التدوينات القادمه
عن فلسطين باللغه العربيه والإنجليزيه
مهم جدا أن تصل القضيه
بصوره صحيحه إلى الجميع
...
بارك الله فيكِ
في امان الله
اولا ..
ReplyDeleteبارك الله في جهودك الرائعه .. فقد نطق لسان حالك بما يدور في نفسي ..
لا أجد كلمات تصف ما كتبته .. و لا أجد أعظم من جزاك الله خيرا لأهديها لك ..
و إن حاول الجميع أن يثبطوا الهمم .. أو أن يخمدوا تلك النار الملتهبه ..
فالحمد لله . مازال في الأمة من يعي أهمية الكلمه ..
و مدى تأثيرها و لو بعد حين ....
و لكن ..
أكثر ما يحزنني .. أنها ما زالت عند البعض مجرد كلمات .. ينطقها اللسان دون أن يشعر بها القلب ..
ارجو من الله .. بقلب مؤمن ... أن ينصر اخواننا في فلسطين .. و في بقاع الأرض شتى ..
و أن ينصرنا على أعداء الدين ..
بارك الله فيك ^_^
موضوع معبر ،، يزاج الله خير
ReplyDeleteوالله ينصر المسلمين في كل مكان