تتمة القصة الأولى~
أنا والشرطي والمجني عليه
أعتقد هذه آخر قصة طويلة اكتبها ، وقد أطلت الأحداث كثيرا ، القصص التالية أقصر بإذن الله .
وصلنا في القصة عند طلب الممرض للشرطي الانتظار في الخارج حتى أنتهي أنا من المريض ، أخذ هو ينتظرني في الخارج وأنا انتظر الممرضة في الداخل ، إلى أن جاء أحد عاملي التنظيف الذي تبرع بالترجمة لي لأن الممرضة مشغولة .
وبعد أن أغرقت المريض بالأسئلة والتفصيص في حالته ، شكرت العامل وأخبرته بأن هناك شرطي ينتظر المريض وقد يحتاج إلى مساعدته ، فرفض بشدة مدعيا بأنه ليس مستعد للترجمة في قضية محاولة قتل ليجرجر بعدها في المحاكم ليثبت أقوال المجني عليه وإلى غيرها من الأمور ، وانصرف بعد أن شكرته .
حينها قررت أن أبيض المسودة التي كتبتها وأرتب المعلومات التي جمعتها عن المريض ، وحتى لا ينتظر الشرطي كثيرا إلى أن أكتب المعلومات ثم أقوم بعمل الـ phyisical examination ، طلبت منه أن يدخل على المريض إلى أن أنتهي من الكتابة ، وقررت إكمال المهمة الموكلة إلي بعد انتهاء الشرطي ، ظنا مني بأنه لن يطيل .
دخل الشرطي ومعه شاهد على الحادثة ، ثم بدأ باستجواب المجني عليه ، وعلامات الضجر بادية عليه ، زاد الطين بلة عدم استيعاب الشرطي لأقوال المجني عليه والشاهد ، فكلاهم لا يعرفون العربية ، مما يضطر الشرطي إلى تكرار السؤل بأكثر من صيغة ، واضطرار الأطراف الأخرى إلى استخدام كل مايعرفونه من كلمات وتعبيرات لتكوين جملة مفهومة على الأقل .
كانوا في حالة لايحسدون عليها ، حتى إني أحسست بأن الشرطي لم يفهم القصة جيدا ، وخاصة إني قد سمعتها مترجمة ، قررت أن أوضح له شيئا لا أتذكره بالضبط ، فتذكرت كلام العامل الذي رفض مساعدتهم لما قد تلقى عليه من عواقب ، فآثرت الصمت والاستماع إلى التحقيق خلال كتابتي للتقرير . و فجأة غير الشرطي من أسلوبه متضجرا ، بل أنه علق بعد انتهاء المريض من إجابة سؤال بـ “أحسن فكيتنا” أو شيء من هذا القبيل مما ضايقني فعله ، فليس من الأخلاق أن تقول لشخص ما لا تحب أن يقال لك لو كنت في مكانه .
وليس هو فقط ، بل إني رأيت مرة طبيبة تصرخ في وجه عامل مع إني لم أرى أن الموقف يستدعي صراخها ، ومن ذلك اليوم بت لا أحب التعامل معها .
فلا أعرف لماذا تجرأ هؤلاء على من هم أقل منهم قوة ، هل لطبيعة عملهم التي جعلتهم يذوقون الأمرين من أنواع وصنوف الناس ، أم لأنه كان من الممكن تنفيس جام غضبهم عليهم لمكانتهم الأعلى دنيوياً .
في كل الأحوال أتمنى أن لا أكون مثلهم في يوم من الأيام مهما علت مكانتي ، وقلت مكانة من أتعامل معهم . أقول هذا لأني لا أضمن نفسي ، فقد يستفزني أحد ما يجعلني أفقد صوابي ، ولكن اسأل الله أن يرزقني الحلم والتواضع وحسن الخلق مع مرضاي وكل الناس .
قال صلى الله عليه وسلم: «إنّ من خياركم أحاسنكم أخلاقا» [رواه مسلم].
قال صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإنّ الله ليبغض الفاحش البذيء» [رواه الترمذي وصححه الألباني].
اجل يا صديقتي ..
ReplyDeleteمعظم الاطباء يعتقدون بحاجة الناس اليهم الماسة فلا يلتفتون الى معاملتهم بلطف
لانهم بحاجة اليهم سواء اكانوا حسنو الاخلاق ام لا !
اشعر بانك سوف تكونين مختلفة
وستعلمين الاخرين كيف يكون الطب الحقيقي
طب الجسد و طب النفوس :)
دمت
لبنى :
ReplyDeleteأهلا بكِ يا عزيزتي ، اتمنى أن لا أخيب ظنك بل أكون عند حسن ظنكم بي
لكن استوقفتني جملة ( اكانوا حسنو الأخلاق أم لا ! ) هل ممكن أن يكون حسن الخلق فظا مع مرضاه لعلمه بحاجته إليهم؟ لا اظن هذا من شيم الخلوقين
في كل الأحوال يشرفني جدا تواجدك الكريم ، لا عدمناه