صورة التقطتها الأسبوع الماضي من أمام باب الكلية
إلى أين تأخذني الحياة ؟
سؤال راودني اليوم وأنا في رحلة العودة إلى المنزل بعد يوم شيق في الكلية ، وبالرغم من أني لست من النوع الذي يقلق على ما ستصير إليه حياتي في المستقبل ، إلا أن منظر انطفاء نور الشمس رويدا رويدا وقت الغروب ، وتلون السماء بألوان كأنها وردة كالدهان ، وهدوء سيارتي وخلو الشارع ، ومجمل الأحداث التي حدثت من حولي اليوم و موخرا ، أثاروا في نفسي هذا التساؤل .
بدأت بعض الأحداث تمر أمام عيني كفلم قصير ، فها هو الدكتور سعود ، الشاب المتخصص في الأمراض النفسية ، يتمثل أمامي وهو يدعونا إلى توسيع مداركنا ، وعدم الاكتفاء بقراءة الأشياء الطبية ، و رؤيته عن مستقبل الطب ومدى ارتباطه بالتكنلوجيا، وتدهور أوضاع الطب عالميا في الوقت الراهن بالرغم من بعض النجاحات البسيطة فيه هنا وهناك .
تذكري لمعلوماته الغزيرة -ماشاء الله- في الاقتصاد ، والتكنلوجيا و"أبل و قوقل وأندرويد" ، أحدثت في رأسي شيء من الزوابع ، وتذكري أنه بالرغم من وصوله لمرحلة الاستشاري في بريطانيا ، إلا أنه طلق الطب ودخل عالم الأعمال ، بمجرد عودته للبلاد بسبب تدهور مستوى الطب هنا ! وما عاد هناك شيء يربطه بالطب كما يقول سوى هذه المحاضرات التي يشرحها لنا .
فأخذت نفسي تسألني إن كنت فعلا أنوي إكمال مشاوار الطب ، أم أتركه بعد مدة فانخرط في شيء أكثر عائدا ومتعة ، وأطور من نفسي فأصير كشخصية دكتور سعود . ثم استدكت وتذكرت بأني لازلت أحب الطب ولازلت أشعر بسعادة غامرة عندما أساعد مريضا . فما لبثت بعض المخاوف التي كنت دائما ما أتجاهلها أن رمت بظلالها علي لتشعل حديث النفس هذا وذكرتني بعدم وضوح مستقبلي في الطب ، فأنا لازلت في حيرة من اختيار التخصص الذي سأدرسه ، والدولة التي سأدرس فيها ، وصعوبة الغربة وصعوبة الشروط للالتحاق بأي مستشفى في الدول الغربية ، وإن كان مايطلق عليه "إكمال نصف الدين" سيأتي لينسف كل أحلامي وطموحاتي أم سيساعدني لبنائها أم سيفوتني هذا القطار .
التفكير في نصف الدين ، ذكرني بالاسبوع العصيب الذي عشته مع صديقتي ، وترقبي لقرارها بالموافقة أو الرفض ، و أرجَعَ حديث صديقاتي اليوم عن المتزوجين والمتزوجات والمخطوبين والمخطوبات من شباب دفعتنا والشابات !
ثم أخذت اتخيل نفسي بعد عدة سنوات واكتب سيناريوهات لمستقبلي وماذا سيكون شعوري عندما أتذكر هذه الأيام ، فانتفضت ذاكرتي وذكرتني بالشعور الذي انتابني قبل أسبوعين وأنا في العيادة المسائية حيث نادت الدكتورة اسما مألوفا لي بصوت عالي" عنود الفلاني " ، كنت مشغولة في الكتابة في ملف المريض السابق فلم أعر الاسم أي اهتمام وخاصة أن ذاكرتي ضعيفة في حفظ الأسماء . وبمجرد جلوس المريضة ورفع رأسي لأسألها عن سبب قدومها ، انتابتني صدمة وأنا أرى وجهها المألوف وفي ثواني ربطت ذاكرتي بين وجه صديقة الطفولة عنود وبين اسمها ، أخذنا ننظر إلى بعض فبادرتني بالسؤال : منى ؟!!!!!! ، أنا : نعم ..... شعرت حينها بشعور غريب حنين إلى أيام المدرسة وصديقات الطفولة ، رغبتي في احتضانها ، و معرفة كل شيء عنها منذ ان افترقنا في الابتدائية ، ولكن جدية الجو ومراقبة الطبيبة لطريقة تعاملي وعلاجي للمرضى وخوفي من تبدل مشاعرها تجاهي وخجلي وارتباكي من علاج صديقة، حالوا دون التعبير عن مشاعري ، فعاملتها كأي مريض آخر ولكن بشيء من الشفقة وفاءً لصداقتنا ، أخذت منها المعلومات المهمة ، ثم فحصتها وعقلي مشغول بألف سؤال ، كتبت لها الدواء - أو قد تكون الدكتورة من كتبت لا أتذكر ـ ونصحتها ثم ودعتها . لازلت أتذكر الذهول الذي اعتراني منذ أن فارقتني كنت أقول في نفسي سبحان الله في الابتدائية كنا نجلس مع بعض ونلعب ولا نعرف ماسيؤول إليه حال كل واحدة منها ، فمن كان يتوقع أن نجتمع مرة أخرى بعد سنوات وتكون فيها مريضتي وأكون أنا طبيبتها .
وأخذت الأفكار والمشاعر تأخذ بتلابيب عقلي ، حتى وجدت نفسي أمام باب المنزل دون أن اشعر، فانقطع حبل أفكاري وتلاشى .
هذا الحوار الداخلي الذي ينتابنا جميعاً حول المستقبل الذي يخفيه القدر ، ممتع أن أقرأ لكِ مُنى !
ReplyDeleteأتمنى لكِ التوفيق في حياتك الطبيّة =)
لاء مش معقول~
ReplyDeleteسبحان الله اليوم كنت أفكر أقول وينها منى اعتزلت الفن؟!
لي عودة للرد بعد إكمال القراءة إن شاء الله...
بس تعليق عالسريع
لما شفت الصورة تذكرت أيامات الفاملي ميديسن علطول أكثر صور أخذتها للكلية كانت بهذيج الأيام~ ولما قلتي يوم شيق قلت أكيد دكتور سعود بالسالفة ^^
سبحان الله أحس الزمن وقف عند هالفترة~ ما أصدق إنه مرت سنة
التاريخ يعيد نفسه وبنفس التفاصيل
شيء جميل ومخيف
لا عدمنا كتاباتك منى
هالة ..
ReplyDeleteشكرا عزيزتي ، وأنا أيضا أتمنى لك التوفيق .. أسعدني مرورك
سارة .. إن لم يخني حدسي
سبحان الله يا سارة .. أعتقد انج حسيتي بشعوري لما التقيت بصديقة الطفولة بعد سنوااااات من الفراق بحديثي عن دكتور سعود
فعلا شي مخيف .. مثل هذه المواقف لاتملكين سوى أن تسترجيعها وأنت مذهولة ،تفكرين كيف كنت وكيف صرت وكيف ستصيرين
وفعلا إلى أين تأخذنا الحياة ياترى ؟
سأنتظر عودتك على أحر من الجمر
منى مو طبيعي فعلا
ReplyDeleteما تصدقين السنة اللي فاتت صارلي شي قريب والمشكلة بالعيادة اللي جنب المدرسة الثانوية اللي درست بيها وكانت البنت جاية تسوي فحص ما قبل الزواج
والسنة بعد صارلي موقف مشابه
~
رحتي للأمل ولا بعدج
لأن الروحة لهناك كانت قصة ثاااااانية بعد
المشكلة مخي ما يستوعب إن الزمن يمر وإني أكبر
أحس إن المكان نفسه ما تغير وأحس إني بعدني طالبة المدرسة... أشوف البنات تغيروا واللي صارت أم
بعدين أرجع لنفسي مرة ثانية ... صحيح أنا تخرجت صرت دكتورة ~ لكن قبل فترة قصيرة بالنسبة لعقلي الباطن كانت هذي مجرد أمنية أو إجابة لسؤال قد يكون في موضوع تعبير حتى...
الله يستر باجر تلقين نكتب عن هذي الأيام وقد اشتعل الرأس شيبا إذا كان كتب لنا عمر~
دكتوره منى ... يالله! من متى عن الكتابة؟ اشتقت اقرالج ...
ReplyDeleteوانا اقرا كلامج حسيت انه فبالج الف فكره وفكره ومليون موضوع وكلهم متشابكات فبعض
يمكن كلنا نمر بلحظات مثل هاي! .. نفصل عن الواقع ... ونفكر في ازمنه غير الازمنه!
دكتورة منى .. هي نصيحه قد تكون لها علاقه وقد تكون بعيده قليلا .. تمسكي بهواياتج .. بالقراءه الحره .. لا تخلين الدنيا تاخذج عن صديقاتج وانج تسوين الاشيا اللي تحبينها .. لانه لو سمحتي ان الدنيا تاخذج عن هالاشيا .. بتعيشين حياه بعيده جدا عن (منى) .. وراح تشتاقين لها طول الوقت :)
مع ارق تحيه
سارة ..
ReplyDeleteلا مارحت مستشفى الأمل .. بعد اسبوعين ان شاء الله بروح
صدقتي في كل كلمة قلتيها .. نكون لاهين عن أن الزمن يجري ونحن نكبر لكن مانحس بهالشي لين ما نقابل شخص او شيء يذكرنا بالأيام الخالية
الله المستعان .. والله يرحمنا برحمته أحياء وبعد الممات
أسعدني مرورك عزيزتي
كوني بالقرب دائما
lil.d
ياه ماكنت أدري ان الموضوع راح يرجعلي ناس أحبهم وايد
أنا تعمدت أكتب الموضوع بنفس الطريقة اللي كانت الافكار فيها تغزو عقلي عشان تحسون كيف كنت في دوامة في حزتها
بالنسبة لنصيحتج .. بصراحة أنا محتاجة لشخص يذكرني بالهالشي بين كل فترة وفترة .. لأن فعلا الطب أحيانا ينسيني نفسي .. بس الحمدلله هالسنة حاليا هي أخف سنة مرت علي للحين عشان جذي قادرة اشوي هالايام اتنفس اطلع اقرى واكتب
ماتعرفين شقد مرورج أسعدني من القلب
شكرا جزيلا
من نافذة الحاضر نزيح ستائر الماضي لنرى آفاق المستقبل
ReplyDeleteشمس اليوم الجديد قد تجعلنا نتصبب عرقا ولكن لن نذوب
و ظلام مساء الليل سيجعلنا نخلد للنوم في سكون ولكن لن نخمد في الكسل
و ستظل الأيام حبلى وبشوق ننتظر بشرى المولود الجديد
بناء المستقبل يحتاج للكثير من التفاؤل و الأمل
و التوفيق و النجاح زاد من توكل
أحب أن توارد الخواطر عن المستقبل و بعض الخواطر من الماضي .. و اكره تزاحمها
أحاول أن أعالج كل خيبة أمل
و في استراحة الفكر أظل أحارب كل فكرة مستترة تخوفني من المستقبل
،، بالتوفيق
قبل الختام .. زادني الكثير من الايجابية كتاب : لماذا الخوف من المستقبل
تأليف عبد العزيز عبد الله الحسيني
بسام الكثيري
Deleteنعم تزاحم الخواطر والمخاوف ما كنت أعاني منه ذلك اليوم
شاكرة لك مرورك الدائم ، وردودك المفيدة
بالطبع الكتاب سينظم لقائمة الكتب المطلوبة
شكرا جزيلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ReplyDeleteأسأل الله لكِ التوفيق أختي
دكتورتنا الغاليه
لدي العديد من الصديقات والمعارف الطبيبات عرفتهن وهن في صفوف الطب الأولى والآن ماشاء الله
لهن أسماء يفخر بها كل من عرفهن قصصهن تأكد أمر واحد بالرغم من إختلافها
سبحان الله الطب ليس عمل هو حياتهم التي يحبونها
...
حفظك الله ويسر أمرك
والصوره وايد حلوه ماشاء الله
إشتقت لتصاميمج :)
نهار
Deleteعزيزتي العزيزة جزيتِ الجنة على كلامك ودعواتك
أحتاجها وبشدة .. شاكرة لك مرورك العبق
التصميم .. آعتزلته إلى أجل غير مسمى !
السلام عليكم ورحمة الله
ReplyDeleteسقا الله أيامك يا صغيرونة
مدونة جميلة وشخصية أجمل
وفقك الله
:-)
رحيق
Deleteأعذريني لم أعرفك ولكني متأكدة أنك من منتدى الامارات للأبد
يسعدني مرورك وتواصلك .. سامحيني وصلتني رسالتك ولكن لضيق وقتي لم استطع الرد عليك ، لاني كنت في فترة امتحانات
كوني بخير
صدقتِ .. أعرفك من منتدى الإمارات
ReplyDeleteرحيق اسم رقيق .. لكني رجل
وفقكِ الله في الامتحانات وفي كل أمورك
متابع
طيب منو .. أحينه الفضول بدى يشتغل ؟ ولن يهدأ لي بال حتى أعرف من ..
Deleteشكرا لدعواتك الطيبة وتسعدني متابعتك ^ـ^
أظنك عرفتني *ـــ*
ReplyDeleteلا .. حاولت التخمين ولكن لم يخطر ببالي أي شخص !
Deleteأو بالأحرى استبعدت كل الاحتمالات . من معي ؟
أبو حارب
ReplyDeleteتعرف ماذا كانت ردت فعلي عندما قرأت الاسم .. قلت : مستحيييييييييييل !
Deleteبصراحة أبدا لم أتوقع أن أرى اسمك مرة أخرى بعد أيام المنتدى ، حتى أن اسلوبك هنا لم يكن كأسلوبك هناك !
كنت من الأقلام المميزة التي لاتنسى ، وإنه لمن المفرح متابعتك لمدونتي المتواضعة ..
حياك الله وبياك في مدونتي !
تحيتي لحارب وأم حارب وأفراد العائلة الكريمة . =)
أنا هنا على سجيتي.
ReplyDeleteوكنت هناك أتكلف لأبدو رزينًا.
يعجبني طرحك هنا.
حفظك الله وبارك فيك.