باسم الله
شكرا لكل من رد على آخر تدوينة لي سواءً هنا في المدونة أو عن طريق الرسائل الخاصة، يسعدني جدا جدا تواصلكم.
أما وأني أحتاج لإعادة لياقتي في الكتابة، قررت أن أكتب نبذة عما آلت إليه حياتي، كما اعتدت أن أكتب سابقا عن آخر المستجدات في حياتي. فعلى الغالب لن تكون تدوينة ذات فائدة.
الحدث الأكبر في حياتي أني أصبحت أعيش لوحدي، في مدينة تبعد عن أهلي مدة ساعتين بالسيارة. الأمر الذي كان صعبا جدا في بداية الأمر، وخاصة أني لم أكن أعمل أي شيء من الأعمال المنزلية عند أهلي. ظروف العمل والتخصص اضطرتني لأن أودع حياة الدعة والراحة التي أعدتها. بداية الأمر كنت استصعب كل شيء كغسيل الأطباق أو عمل كوب شاي لي، حتى ترتيب الفراش بعد النوم كان شيئا يأخذ الكثير من وقتي في أيامي الأولى، و رؤية الغبار على أي شيء كان كفيلا لأن يسبب لي هما كبيرا!
أتذكر تلك الأيام، وأستغرب كم علمتني الحياة في هذه السنوات الثلاث التي عشت فيها بعيدا عن أهلي. صرت اعتمد على نفسي في معظم الأشياء، وأصبحت أكثر تكيفا وأسرع أداءً فيما يخص تنظيف البيت، تعلمت طبخ بعض الأطباق البسيطة، (لا يخفى عليكم أنه كانت عندي خادمتي الخاصة في فترة من الفترات) أصبحت أكثر قدرة في التعامل مع أي مشكلة تواجهني، وأكثر ثقة في القرارات التي اتخذها بنفسي، أكاد أقول أني أصبحت إنسانةً أقوى، حتى نفسيا، فأن تعيش لوحدك يعني أن تعلم كيف تصبر على الحزن الذي ينتابك، وتداوي جراحك بنفسك، وأن تخبئ كل هذا عن أهلك حتى لا تثير قلقهم، في حين أني كنت سابقا حتى لو جرحت جرحا صغيرا فسأخبره لأمي.
هذه الوحدة كانت سببا أيضا لأن أنطلق في الحياة وأتعلم مهارات جديدة، ففيها تعلمت ركوب الخيل، أحييت مهاراتي السابقة في الرسم والتلوين، رجعت لحفظ القرآن بعد انقطاع. أحاول قدر المستطاع أن اشغل كل دقيقة في وقتي حتى لا أشعر بالوحدة والفراغ، لذلك دائما ما أكون مشغولة منذ الصباح وحتى ماقبل النوم بنصف ساعة، وفي أوقات الفراغ قد اقرأ واكتب أو أدرس أو أمارس رياضة المشي أو قد أخرج مع صديقتي لاكتشاف أماكن جديدة في أبوظبي أو أدلل نفسي بفيلم أو سبا.
أما حياتي العملية، فلم أكن اتوقع أني سأتحمل هذا القدر من المسؤولية والضغط النفسي، والمناوبات.
فكوني اتخصص في الطب الباطني هذا يعني أن اتعامل مع مرضى حالتهم الصحية على شفا جرفٍ هار، فطبيب الباطنية (ليس طبيب جهاز هضمي) يتعامل مع حالات تخص أمراض القلب، والجهاز التنفسي، والهضمي، والدم والكلى، و أمراض كبار السن والأمراض المعدية. ناهيكم عن إزعاج الممرضات الذي يحرق كل عصبونات الصبر عندي أحيانا خاصة في المناوبات. ولكني لست نادمة على هذا التخصص المليء بالآكشن، بالرغم من أنه يستنفذ أحيانا طاقتي حتى آخر رمق، لكني في آخر اليوم عندما اتذكر كم ساعدت من مرضى وأنقذت حياة آخرين وأني كنت ذات فائدة في هذه الدنيا أنام قريرة العينين.
حياة الوحدة علمتني كيف أعيش حياتي بعمق، وأن استشعر أن حياتي أشبه بمغامرة فيها الكثير من التحديات والعراقيل التي أحتاج لأن اتخطاها، كما أنها علمتني كيف أطور من نفسي وتفكيري لأصبح أكثر نضجا، أعتقد أني أعيش أجمل سنوات حياتي ولله الحمد، بالرغم من صعوبة الوحدة.
اكتفي بهذا القدر من الثرثرة في هذه التدوينة، أترككم في حفظ الله.
*الصورة أعلاه من نافذتي.
السلام عليكم
ReplyDeleteآنسك الله، وطيّب حياتك، وملأها مسرات وأفراح.
This comment has been removed by the author.
ReplyDeleteكيف أرسل رسالة خاصة؟
ReplyDeleteوعليكم السلام والرحمة، يمكنك إرسال رسالة خاصة إلى بريدي الإلكتروني
Deletedr.desires@gmail.com