Sunday, March 11, 2012

أيام كبصيص نور

محاولتي في تقليد الخطاط ماجد اليوسف بعدما طلبت منه كتابة اسمي .
منى الأولى له وباقي المنات لي !


مدخل ..
أحتاج لأن أكتب ، حتى انتشل نفسي من هذا الثقب الأسود الذي ابتدأ من قلبي ، ثم بدأ يكبر ويكبر ويكبر حتى ابتلعني كلي ! احتاج لأن أكتب خوفا من عودة الانتكاسة النفسية التي كنت أعيشها في بضع أيام خلون . 


كنت في الأيام الماضية أعيش حالة لا أعرف كنهها ولا كيف أصفها ، و لو كان للأيام لون لقلت أنها كانت أيام ذات لون رمادي كئيب . فقدت فيها رغبتي في كل ما أحب ، كنت أفكر في ترك الطب ، أو الصبر حتى التخرج الذي يبعدني عنه شهور ، ثم ابحث عن أي مجال آخر . تجنبت فيهن التواصل مع صديقاتي ، ومع أني نادرا ما اتواصل معهم لانشغالي ، إلا أني هذه المرة كنت أتعمد الابتعاد عنهم ! كل شيء حولي كان كئيبا ، فقدت شهيتي للأكل كعادتي بمجرد تعكر مزاجي ، وأسرفت في النوم هربا من هذه الحالة التعيسة ، ابتعدت عن الدراسة والمذاكرة وانغمست في قراءة جديد التكنلوجيا وبعض الكتب التي اقتنيتها من معرض الكتاب طوال اليوم وكنت أختم يومي بقراءة شيء من وردي أو حفظي أو حفظ شيء جديد من كتاب الله ، وهكذا دواليكم ! حتى جاءت هذه الأيام الثلاثة من تاريخ ٨ إلى ١٠ من هذا الشهر ، فتغيرت حالتي النفسية ، أو فلنقل انسلخ شيء من الظلمة التي كانت تغلف قلبي .
في هذه الأيام حضرت عدة محاضرات وورشة عمل واحدة ضمن فعاليات emirates airline festival of litreture .. أو مهرجان طيران الإمارات للآداب . الحدث السنوي الذي يتم فيه استضافة كتاب أجانب و"بعض" الكتاب العرب ، لإلقاء محاضرات أو نقاشات عن تجربتهم في الكتابة أو في مواضيع كتبهم أو إقامة ورش عمل في مجالهم .
سأكتب عن المحاضرات التي حضرتها وأثر كل منها على نفسي علكم تستفيدون ولو أني أشك في ذلك !

المحاضرة الأولى أو بالأحرى النقاش الأول كان بعنوان :
Who Am I? Who Are You? A Panel Discussion on Identity

اخترت هذه المحاضرة ربما بسبب التيه الذي كنت أشعر به في الفترة الماضية ، توقعت حضوري نقاش عن الهوية سيسكن قلبي شيئا ما ، وسيعرفني عن معنى الهوية الصحيح ومن أكون أنا ومن يكون غيري ، و هل الهوية هو الوطن الذي عشت فيه ، أم الهوية تتجلى في شيء آخر أكبر من بقعة الأرض التي نعيش عليها وتظللنا سماؤها !
ناقش الموضوع أربع كتاب وهم :

Daljit Nagra : شاعر هندي الأصل ، يعيش في بريطانيا، و يعمل كمدرس للغة الانجليزية ، بصراحة لم انتبه كثيرا لما قاله ولا أتذكر شيئا مما قاله وخاصة اني حينها كانت عندي رغبة جامحة في السرحان والتفكير في شيء آخر تماما ومما ساعدني على ذلك أن تعريفه عن الهوية كان عبر شعر بأسلوب جدا هادئ وبنبرة واحدة .

Romesh Gunesekera : كاتب روائي شهير من سيريلنكا عاش في بريطانيا ،عرف الهوية عبر مقطع من إحدى رواياته ، وهو الوحيد الذي انتبهت لما قاله من ضمن المجموعة بسبب طريقة إلقائه الحماسية وقوفه على المسرح وشعره الكث الملفت للانتباه ، كان المقطع الذي قرأه تدور أحداثه في مباراة للكيركت ، الخلاصة التي خرجت مما قاله أن هوايتك قد تكون أو تشكل جزءا من هويتك .

John O'Sullivan : كاتب ايرلندي عرف نفسه بأنه سافر إلى أكثر من ٥٧ دولة ، أكثر الدول التي أثرت فيه " أو ربما أثرت في هويته " دولة تبدأ بحرف الكاف ربما كمبوديا أو كولومبيا ، ولا أتذكر شيئا من شعره المستحوى من هذه البلاد ، لأني كنت مشغولة في إبقاء عيني مفتوحة وخاصة أنه كان آخر المتحدثين !

Yang Lian : شاعر صيني صاحب مدرسة شعر صينية ، عرف الهوية عن طريق شعر ، إلقاؤه بالصينية بالرغم من إتقانه الانجليزية أثار ضحكي بصراحة وخاصة أن لا أحد من الحضور يبدو عليه أنه من الصين فشعرت بغباء الحركة ، ولكني "احترمت نفسي" وخاصة إني كنت أجلس في وسط أجانب وحدي وكان يبدو عليهم الاندماج ، وخفت أن يوسموني بعدم احترام الحضارات ! بعدها قام الكاتب دلجيت بترجمة ما قاله ولكني لا أتذكر اني استنبطت شيئا من شعره !


المحاضرة الثانية : 
The Language of Leaders
ألقاها Kevin Murray صاحب كتاب 
The Language of Leaders: How Top CEOs Communicate to Inspire, Influence and Achieve Results.

المستشار في مجال القيادة ، والذي تتهافت عليه كبرى الشركات لتلقي استشاراته في هذا المجال ، كانت محاضرته جدا جميلة ومفيدة ورائعة ، ركزت في كل كلمة قالها ودونت ما قاله ، كلمنا في محاضرته عن الصفات ١٢ التي تتحلى بها كللللللللل شخصية قيايدية . بصراحة أعاد لي شيئا من الحماس في التمسك بالصفات القيادية التي أتحلى بها بالفطرة والرغبة في اكتساب ما لا أتحلى أو ضعيفة فيها بعض الشيء ، وخاصة إن هذه المواصفات كنت قد قرأت عنها سابقا في كتاب
(the leader who had no title) وأعجبني أن جميعها صفات أصيلة في ديننا ومن يومها أحاول تطبيقها . بعد المحاضرة تحمست لشراء كتابه ، ولكني تذكرت بأني وعدت نفسي ألا اشتري أي كتاب حتى انتهي من الكتب التي اقتنيتها من معرض الكتاب والتي تفوق العشرين ! 



المحاضرة الثالثة : 
Message in a bottle

ألقاها Nicholas Sparks الكاتب المشهور جدا برواياته والتي أصبح الكثير منها أفلاما ! 
محاضرته كانت جدا جدا جميلة ومؤثرة ، تحدث عن بدايته في مجال الكتابة ، كيف كتب أول كتابه ، وقصص بعض كتبه المستوحاة من قصص مؤثرة حقيقية مر بها في حياته ، كقصة جدة زوجته ، قصة والده ، وقصة أخته الصغيرة . حديثه وقصصه كانت جدا مؤثرة ، كل منها خلف في قلبي شيء من الزوابع الصغيرة ، ولو كان عندي شيء من متسع الوقت لسردت لكم القصص التي قالها كما كنت أخطط . ما خرجت به من محاضرته ، جمال الوفاء وإن كان لا عائد يرجى منه (من قصة جدة زوجته ) ومنها استوحى قصة كتابه والفلم  : the notebook  ، وتعلمت منه أن  استمر في الاقبال على الحياة وإن كانت الأحزان في قلبي بحجم مجرة درب التبانة قبل أن يدركني الموت (من قصة والده وأمه) والتي منها استوحى قصة كتابه وفلمه message in a bottle  ، وغيرها من الدروس الصغيرة التي كان لها أثر كبير في نفسيتي المحطمة ، يكفي أنه ذكرني برغبتي في كتابة كتاب قبل أن أموت ، وهذا الشيء أشعرني بأنه لازال هناك هدف لي في الحياة يستحق أن اتشبث بما تبقى لي من أنفاس ! 
اختم كلامي عن هذه المحاضرة بسؤال سألته إحدى الحاضرات ، ألا وهو قصة لقائه بزوجته ، فأجاب أنه رآها أول مرة في الكلية مع صديقاتها بينما يقف هو مع أصدقائه حيث جئن ليطلبن منهم استخدام "أعزكم الله" حماماتهم  ، المهم في اليوم الثاني عندما رآها قال لها : i will marry you one day ، أو كما قال ، فكانت ردة فعلها الضحك فهي لا تعرفه ، وبالفعل تزوجها لاحقا ! << هل سبق وأن قلت لكم بأني أحب قصص الزواج الغريبة ! 



المحاضرة الرابعة:
Are you an unknown leader

ألقاها شيخ حسين البناوي ، صاحب كتاب The Unknown Leader: Discover the Leader in You
وصاحب شركات البناوي ، له الكثير من الانجازات ، وكانت عائلته تجلس أمامي بالضبط ابتداءً بزوجته ومرورا ببناته الثلاث ! 
كان كلامه جدا جميل ومؤثر كذلك ، أعجبني تبسمه الدائم ، وتعلمت منه المزيد من مواصفات القائد الناجح ، والذي يستطيع أي شخص أن يتحلى بها وإن كان موظفا بسيطا ، ولكن عتبي عليه أن كتابه باللغة الانجليزية واللغة العربية أحوج ، ومحاضرته كانت باللغة الانجليزية ، وإلقاؤه كان عبارة عن قراءة من ورقه ، بالرغم من أن اسلوبه كان جدا ملفت للانتباه وهو يجيب على أسئلة الحضور لعفويته و خفة دمه ، فقلت في نفسي إن كان يملك هذه المقدرة فلماذا كان يقرأ من ورقة ! 



الورشة الوحيدة :
Arabic calligraphy

ورشة كانت عن الخط العربي بإشراف الخطاط ماجد اليوسف ، ولكم أن تتخيلوا ماسنتعلمه من بحر الخط العربي في ساعة !  كل ماتعلمته طريقة كتابة النقطة ، والألف ، والباء ، والسين وكتابة اسمي ! بصراحة هذه الورشة حفزتني للخوض في هذا المجال ، أعتقد أني سأخصص شيئا من إجازاتي بعد التخرج -إن شاء الله- لدخول دورة في الخط العربي ، وأكبر درس خرجت به من هذه الورشة أن تعلم الخط العربي لادخل له بجمال خطك ! والصورة المرفقة أعلاه نموذج على ما كتبته في تلك الورشة ! 




مخرج ..

حضوري لهذه الفعالية ، غير كثيرا من نفسيتي ، فكان الحمدلله اختيارا موفقا مني أن ابتعد عن الطب وعالمه و أشخاصه وكل مافيه ، والتوجه لشيء آخر بشكل مؤقت ، تعرفت في هذه الفترة على بعض شخصيات عابرة ، وكتاب مؤثرين ، وحصلت على لحظات تأمل وخلوة بالنفس بين المحاضرات على ضفاف خور دبي الخلاب لأن المهرجان كان مقاما في فندق انتركونتينانتل في الفيستفال سيتي الذي يطل على الخور .
أخيرا لا أصابكم الله ما أصابني ، وإن أصابكم  فعليكم بالقراءة والقرآن والهرب إلى عوالم جديدة ! 


دعواتكم .


10 comments:

  1. سررت كثيرًا بقراءة هذه الخلاصة. وسررت أكثر لما علمته من تحسن نفسيتك. نحتاج إلى كسر الروتين في حياتنا. نحتاج إلى تغير شيء ما. نحتاج إلى الراحة بين فترة وأخرى.

    لو كنت مكانك لاشتريت كتاب كيفين موري إذا كان بهذه القيمة التي ذكرتِ. وكنت سأطلب منه أن يوقع عليه. مثل هذه الفرص لا تعوض.

    طيب الله خاطرك وأصلح بالك، وجزاك عني خيرًا، فلقد استفدت مما قرأت.

    ReplyDelete
    Replies
    1. رحيق .. مرحبا تسرني جدا متابعتك وعودتك للمدونة
      نعم كما قلت فكسر الروتين أعتقد شيء مهم بين الحين والآخر خاصة لمن هم مشغولون دائما ..
      بالنسبة للكتاب وضعته في قائمة الكتب المطلوبة وسأشتريه لاحقا إن شاء الله ، أما التوقيع على الكتاب فكرة جميلة ولكن لأني كنت اسمع الناس يقولون بأنهم انتظروا توقيع الكاتب لساعة وساعتين ، استبعدت هذه الفكرة تماااااما !
      أتمنى أن تكون فعلا استفتدت من المدونة . جزيت خيراً

      Delete
  2. سلاااااااااام منى
    كنت طوال الفترة الماضية وانا اقول لمنى انك لست على طبيعتك وهي تقول لأ بس يمكن ضغط
    كنت حاسة ... والحمد لله على السلامة
    أسأل الله أن يشرح صدرك وييسر أمرك ويسعدك دائما وأبدا
    (=

    ReplyDelete
    Replies
    1. وعليكم السلام ..
      سامحيني يا صديقتي العزيزة .. أعرف أني أكاد أصيبكم بالقولون العصبي أحيانا !!
      لكم الاجر على تحملي .. كلما ابتعدت عنكن فجأة تأكدن بأني لا أريد أن أضايقكن بسوء حالتي النفسية !
      اتركنني وسأعود لكم حتما ، فصحبتكم أرتجي بها الجنة .

      Delete
  3. الله يسامحك يا منى ..... كلشي بهون كرمالك (= يا صديقتي الصدوقة
    والله يا منى انت اللي لازم تسامحينا على تقصيرنا معك بصراحة لم اتمالك دموعي لما قرأت ما كنت تمرين به وانا غافلة عن الموضوع ... واعلمي اني دائما اذكرك في دعائي
    لا حرمني الله صحبتك لا في الدنيا ولا في الاخرة
    لا تنسينا من دعاك

    ReplyDelete
    Replies
    1. مقصرين معايه !! في شو ؟ لا والله بالعكس لا تقصير ولا هم يحزنون .. أعرف كيف الحياة تشغلنا عن بعضنا ..
      والموضوع لا يحتاج لبكاء .. أنا مابكيت فليش أنتِ تبكين !! عادي كل إنسان يمر بانتكاسات بين الحين والآخر والموضوع جدا هين .. انتكاسة وزالت الحمدلله ..
      لك حصة دائمة في دعائي .. دون أن توصي
      =)

      Delete
  4. السلام عليكم .. ممكن أحط إعلان أنا بعد ؟ .. :-)

    ReplyDelete
    Replies
    1. وعليكم السلام والرحمة .. لكم أن تسرحوا في مدونتي كيفما شئتم حتى شهر ٦ .. سأنقطع عن التدوين بسبب امتحانات التخرج المصيرية .

      Delete
  5. الشرة و الفترة
    بين محيطات و بحور الحماس و الفتور و الهمة و التقاعس و الاندفاع و التوقف في حياة المرء منطقة فاصلة ، اسميها جزر بر الأمان ، جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ ) . رواه ابن حبان في "صحيحه" (1/187) ، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (56).
    فنسأل المولى بإسمائه و صفاته ان يصلح شأننا كله ولا يكلنا إلى انفسنا طرفة عين .
    بالتوفيق

    ReplyDelete
  6. بسام الكثيري ..
    أهلا بالأخ العزيز .. بصراحة لأول مرة اسمع هذا الحديث .
    آمين لما دعيت .. وشكرا على مداخلاتك التي تفيدني دائما ، جزاك الله خيرا .

    ReplyDelete