Tuesday, May 22, 2012

ءاتوني زبر الحديد !

عن الصورة في الأسفل*

(تحذير : محتوى التدوينة خالٍ من أي فائدة . هي فقط استثارة لمركز الكتابة عندي .)
.
.

ها أنذا أغلق فصل من فصول حياتي المهمة والتي استغرقت الست سنوات من شبابي ، فصل دراستي للطب ، ها أنذا أغلق بابه فآتوني زبر الحديد ، وءاتوني أفرغ عليه قطرا ! 
أكاد لا أصدق أني وصلت إلى هذه المرحلة ، شيء كنت أراه بعيدا كبعد المشرق والمغرب ، بل كنت أظن أن علامات الساعة الكبرى ستظهر كلها وسيشتعل رأسي شيبا وأنا لا زلت أدرس الطب ، ولو أن الطب كما يقولون رحلة مدى العمر life long" journey ".
عندما دخلت الطب لم أكن أعرف أي شيء عنه ، ولم أكن أرغب في دراسته ، وكل ما كنت أعرف عن الطب وأنا في المدرسة ، أنه تخصص يحكم فيه من يدرسه الموت البطيء على نفسه وبرغبته ! لازلت أذكر عندما سألتني إحدى المدرسات الفاضلات عن التخصص الذي أحب دراسته ، فقلت لها وبدون تردد : هندسة طبعا لحبي الكبير للرياضيات والفيزياء وكرهي لأي شيء يخص الكائنات الحية بما فيهم الانسان والبكتيريا والفيروسات ، ولا أعرف كيف تنبأت لي هي بقولها : ولكني أشعر بأنك ستدرسين الطب ، أكاد أراك وأنت تلبسين "البالطو الأبيض" ، وكانت ردة فعلي الاستنكار بشدة ولازلت أذكر قولي بأني لست مجنونة لأدرس الطب ! فصدقت نبوأتها و أثبت لنفسي بأني مجنونة ! 
قصة دخولي للطب قصة ، فبعد أن سجلت في قسم الهندسة الكهربائية ، أجدني أدرس الطب ، ومابين هذا وذاك الكثير من الأحداث .  وبحكم أني أول من يدرس الطب في العائلة سواء من جهة أبي أو أمي ، فكانت نظرة أهلي مشابهة لنظرتي ، كانوا يظنون بأني بمجرد دخولي للطب فهو يعني الاحتضار بعينه ، حاولوا كثيرا ثنيي عن قراري ، لكن لم أستطع وأنا أرى القدر هو من يأخذ بيدي وييسر لي دراسة الطب ! 
كنت في السنة الأولى -السنة التأسيسية- والتي لا تمت للطب بصلة ، عندما أرى من هم أكبر عني والذين بدأوا دراسة الطب يضحكون ، أقول في نفسي كيف يضحكون ؟! كيف لشفاههم أن تتحلى بالتبسم وهم لديهم أكوام من الأوراق التي يجب عليهم دراستها ؟! حيث كنت أعتقد أنه بعد ولوجي الحقيقي في عالم الطب ، سأتحول إلى شبه كائن بشري ، أنام لأدرس ، آكل لأدرس ، وأقضي حاجتي لأدرس ، لا أحتك بالبشر بل بأشباه البشر مثلي ، وسينسيني انعزالي عن الناس لون السماء والشارع ! وستتيبس عضلات وجهي لمفارقتي الضحك ، ولكن دراستي للطب كانت عكس ذلك تماما بالحرف الواحد! 
صحيح لا يخلو الوضع من بعض الضغط الدراسي ، لكن بصراحة كانت أيام المدرسة أكثر ضغطا من أيام دراسة الطب ! أو ربما كنت أضغط فيها على نفسي أكثر ، ولا أذكر بأني حرمت نفسي من شيء بسبب دراسة الطب على عكس أيام المدرسة ! بل كانت هذه السنوات الست مليئة بالضحك والمرح ! 
ربما أصعب فترة خلال هذه السنوات الست هي الشهرين الماضيين ، و الضغط النفسي كان أشد وقعا علي من الضغط الدراسي ، فخلالها صادقت الأرق وفقدت شهيتي للأكل تماما . كنت بالكاد آكل ، وكلما هممت بوضع لقمة في فمي أتذكر الامتحانات ، فأعاف الأكل ، وكنت أتقلب على السرير ساعات وأنا اتخيل الامتحانات ومايصاحبها من أفلام رعب .

لكن الحمدلله مرت تلك الأيام التي كنت أخاف منها منذ سنوات دون أي تأثير على قواي العقلية والجسمية والنفسية ، وها أنذا أكتب هذه الكلمات في أول يوم إجازة لي بعد انتهائي من امتحانات التخرج .
فالحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ، ومن اليوم ابدأ دخولي معترك الطب . 



*عن الصورة : من أحد الأيام الجميلة  التي فاز فيها بحثنا بالمركز الأول على مستوى الكليات الطبية ، ومن ثم على مستوى جامعة الشارقة ، وكرمنا فيها الشيخ سلطان -حاكم الشارقة- وكان لي الشرف أن اشرح بحثنا أمامه . 





7 comments:

  1. السلام عليكم. مبارك عليكم انتهاء الاختبارات والتخرج. سعيد جدًا لأجلك أختي الصغيرة. اسأل الله أن يملأ حياتك نجاحات ومسرات وبركات.

    ReplyDelete
  2. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلا بأخي الكبير افتقدت تواجدك في المدونة ، شكرا لمرورك ، وآمين لما دعيت .

    ReplyDelete
  3. مبروك يا دكتور منى على التخرج

    ReplyDelete
  4. الله يبارك فيك .. ولكن من معي ؟

    ReplyDelete
  5. مرت السنين و الأيام دون أي أضرار جسيمة أو عاهات مستديمة !!!!!
    و الحمد لله أثبت أننا مضادين للصدمات !!!
    الف الف الف مبرووك يا دكتورة

    ReplyDelete
    Replies
    1. يا حبيبتي .. يا سارة .. نعم مضادين للصدمات .. لأننا وباختصار adipose tissue مضادين للصدمات وعازلين للحرارة ههههه ماعرف شو خصه .

      الله يبارك فيك .. يادكتورة سارة .. سامحيني على الرد المتأخر لأن المدونة بدأت تصاب بالخرف وماعادت تبلغني بالردود الجديدة .

      Delete