الفراق

كلمة بسيطة ، تلفظها الألسن بيسر ولكن كم لها من وقع ثقيل على القلب .ه

أؤمن بأنه المصير المحتوم لكل شيء و ما دام أن كل شيء هالك إلا وجهه _ جل وعز _ فمن المؤكد أننا مفارقون كل شيء سوى أعمالنا التي سنحاسب عليها يوم القيامة فأحبب ما شئت و أبغض ماشئت فإنما أنت مفارقه أو هو مفارقك .ه

لا أحب هذه الكلمة بالرغم من أنها قد تكون ذات معنا إيجابي ، ألا وهو مفارقة أمر بغيض أو ثقيل على النفس ، ولكن هي كذلك كلمة دائما ما تزعزع الأمن الذي بداخلي ، بل أحيانا تهز ذاتي كلها .ه

وللفراق أوجه كثيرة ومجالات كثيرة ، بغض النظر عن الجانب الإيجابي منها .ه

فالفراق قد يكون لذات حية ، تتنفس ، تتحرك ، تتكلم ، تشعر ، وهو أصعب أنواع الفراق في رأيي ، وخاصة إذا كان الفراق سببه الموت .ه

وقد يكون لجماد استخدمته لفترة و إن كانت بسيطة ، لأن بطبيعة الإنسان يألف ماينتفع به و إن كان صغيرا حقيرا ، لا قيمة له ماديا ، وخاصة إن كان الفراق هنا فجأة كأن تضيعه أو تفقده أو في اسوأ الحالات يسرق منك فهو أيضا نوع مر من أنواع الفراق . بل حتى الأماكن التي نسكنها حتى تسكن هي بذاتها في قلوبنا، نستثقل أن نفارقها و أن نبتعد عنا .ه

وما دام لا شيء يدوم ، فيجب علينا أن نوطن أنفسنا على هذه الحقيقة المرة ، و أن لا نعلق قلوبنا على شيء ، فيصعب علينا ما قد يقضيه لنا الرب ، من فراق حبيب أو عزيز ، وننسى بذلك التجلد عند الصدمة الأولى ، وننصدم من أمر لا بد منه .ه

والحمدلله الذي جعل من نعيم الجنة الخلود ، فلا نفارق من نحب وما نحب أبداً .ه

فأسأل الله أن نكون من أهلها في مقعد صدق عند مليك مقتدر .ه

.

.

.

كلمات كتبتها البارحة في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ، بعد توديعي لأمي لذهابها لأداء العمرة

فأسأل الله أن يعيدها لنا سالمة .ه

.

.

.

دمتم بود